كم كان عمرك لما عرفت ان الالوان/الاصوات/الضوء فقط موجات/ذرات بس عقلك يترجمها أصوات و ألوان غير معقدة لأن عقلك فنّان صغير بسيط ضعيف و واهن ( مقارنة بما قد يصبح او بما هو عليه حقيقةً ) .
الحقيقة مو اللي قاعد تشوفه ، اللون الأبيض مو أبيض . فكّر في ال Xray – pet scan – MRI – prism كأمثلة .
العقل البشري و بالتالي البشر مُطّلعين على كل الوجود بشكل نسبي ، آينشتاين نفسه الذي طوّر مبدأ النسبية (الذي صنعه قاليليو مسبقاً) حاول يعبر عن الوجود بأرقام ، ككل العلماء ، قال مصطفى محمود عنه :
النسبية و مغامرات اينشتاين العقلية هي محاولة جادة من رجل العلم ان يهزم العلاقات المألوفة للاشياء و يزيحها لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تتخفى في ثياب العادة و الألفة
الفنان التجريدي يعبر عن الوجود/الأفكار/الرؤية بلوحات قد لا تكون مفهومة لغيره بس “بالنسبة” له هي الواقع اللي يشوفه وجدانه
اللون الأخضر لك مو أخضر للي عنده عمى ألوان , هل معناته انت صح ؟ لأ .. احنا فقط نعتبره خطأ/error لأنه لا يتناسب مع الجمع ، لذلك هو يبدأ يبحث عن هذه المعلومة الجمعية و يبحث عن علاج عشان يتواصل مع الجمع بسهولة .
ضوء النجمة الذي تراه ، سافر طويلاً لكي يصل إليك .. طويلاً بالقدر الذي قد لا يجعلك تصدّق بأنه وصل إليك بعد ان إختفى من مئات/آلاف السنين أو انتقل ، تحوّل ، لا نعلم .. لكن رؤيتك له لا تعني وجوده ، و ينطبق هذا على كل ما له صِلة به ( لونه ، طوله ، مدة سفره ، فائدته الخ ) .. أنت لا تعلم اين هو الان و كيف هو حين تلقّيك معلومة عنه ، فكيف لك أن تعرف ما وراء ذلك ؟
الحقيقة المُطلقة لا سبيل إلى إدراكها ، قال هايزنبيرق بعد مساواة بين الطرفين في معركة ( هل الضوء ذرات أم موجات ؟ ) .
اختراع السببية :
أيضاً ، من مفاهيم البشر التي ساعدت في فهم عالمهم بشكل أكبر بغرض تسهيل العيش فيه ، هي مفهوم السببية ، كل شيء يحدث بسبب شيء آخر ، و كل شيء يحدث يسبب شيء آخر .. و بهذا المفهوم نستطيع حل كثير من الاسئلة و صناعة الكثير من مسهّلات الحياة , أو على الأقل يعطينا شعور بالاطمئنان أن هذا الكون يسير بشكل غير عشوائي و أن مرورنا بمعاناة معينة قد يكون بسببية معينة تُنجينا من ما هو أكبر ، أو على العكس ، أو بأن الله “يطبطب” على أكتافنا و يقول ( أنا هنا ) عشان نحس بوجود مُتكّأ .
Religions, existential philosophies, and science provide maps for interpreting these ambiguities, thereby satisfying the deeply felt yearning to comprehend our place in the world and to fend off the usually disturbing idea that we live in a random universe.
Bernard D. Beitman
كالمصادفات على سبيل المثال .. قرأت ل دكتور Bernard D. Beitman عن الصدفة ، و محاولات ربط الإنسان بين الأحداث و أسباب هذه المحاولات .. ( هنا ) تكلم عن وظيفة الدماغ في ذلك و أنواع الbias/الانحياز التي تتسبب في خلق هذه المحاولات ..
في نهاية المقال أدرج قطعة قصيرة فيها تعليق على المصادفة التي جعلت العالم فريدريك ويليام يضع ثيرموميتر في آخر الطيف الضوئي الناتج عن المنشور الزجاجي ( حيث لا لون و لا ضوء هناك ، أي بعد الطيف الأحمر ) ، في محاولة منه لاستخدامه كثابت لمقارنة درجة حرارة كل لون ، بهذه المصادفة المحضة اكتشف أن الحرارة هناك أعلى من اللون الأحمر و من كل الالوان ، و بسبب هذه الصدفة تم اكتشاف ما يعرف الآن بالاشعة تحت الحمراء التي تستخدم الآن في كثير من كل المجالات ( الطبية و الهندسية إلى آخره ) .
we cannot see light waves outside of the ultraviolet and infrared. But we have developed methods to detect light waves outside these spectral limits. As suggested by our inability to see light waves outside of the ultraviolet and infrared, coincidences may be pointing toward realms of order outside our current scientific visual spectrum.
Bernard D. Beitman
و في الحقيقة ، تطبيق النسبية في كل شيء مدخل للمرونة و راحة البال و الركض إلى الأمام ، الفضل لله ثم لآينشتاين و قاليليو .. أما تطبيق السببية على مجاهيل الحياة قد يكون سلاح ذو حدين .. قد يساعد في تيسيرها عند تطبيقه على الماديات ، و لكن قد يجعل الهيكل المنظم للحياة ينهار عند تطبيق السببية على الكون/الخلق .. هنا السببية تصبح مفتاحاً لاضطراب روحي عقلي لا نهائي ( الكون موجود لسبب ، السبب يعني هناك مسبّب ، يعني ان الكون غير شامل و هناك ماهو “آخر” مجهول ) و تبدأ رحلة التيه في إيجاد “فاي” .
هذا ما جعل اينشتاين يتوه بعد خلق نظرية المجال الموحّد ، فتراجع عنها .. و بالرغم من كرهي لهذه الحقيقة لكوني ميتافيزيقي مكتئب و متعصب غالباً .. إلا أنها الحقيقة الحالية ، ووجودها فيه اطمئنان لعقل لا يكلّ عن الابحار في فراغ العينة و الاحتمالات النتن ، تتبعاً لما قاله ابن قيم الجوزية في كتاب الروح ( لو قبلوا ما جاء في الكتاب و السنة لأراحوا الناس من حذلقتهم ، و أراحوا انفسهم من عناء البحث و التقدير ) لول .