الكثير منكم يعلم أن الأكل القمامي ( أو الوجبات السريعة ) غير صحي ، و أن التغذية غير السليمة مرتبطة بمشاكل القلب ، ارتفاع ضغط الدم و غيرها من المشاكل الصحية .
ربما تعلم أيضاً أن ذلك مرتبط بالإصابة بالإكتئاب ( رابط الدراسة ) .
و لكن ، بما أنها مضرة بصحتنا لماذا نستمر في تناولها ؟
هناك أجابات علمية لذلك سوف تفاجئك .
لماذا نشتهي الأكل غير الصحي ؟
ستيفن ويذرلي هو عالم تغذية أمضى العديد من سنوات حياته يدرس لماذا ندمن بعض الأغذية و نجدها ألذ من غيرها . بحسب ويذرلي , عند تناول الطعام هناك عاملان تجعل التجربة ممتعة و شهية
أولها ، هي إحساس الطعام بداخل الفم أو مايعرف ب ( الإحساس الفموي ) ، حيث يستمتع الإنسان بشعور قرمشة البطاطس في فمه ، أو فوران المشروبات الغازية .. شركات الطعام ستنفق ملايين الدولارات لتصل إلى قرمشة أو طراوة تجعل دماغك يرتبط بها .
العامل الثاني وهو المواد الغذائية الحقيقية في الطعام ، مزيج ال ( بروتين ، دهون ، كربوهيدرات ) ، حيث أن صناع الوجبات السريعة و غير الصحية سيركزون على مزيج مثالي من السكر و الملح و الدهون التي تستثير دماغك و تجعلك تعود لتحصل على المزيد ( دون الإهتمام بالقيمة الغذائية الحقيقية ) .
كيف يصنع العلم الشهيّة ؟
هناك عدة عوامل علمية في كيفية جعل الطعام أكثر إدمانيّة .
التباين الحيوي :
التباين الحيوي يعني مزيج من أحاسيس (نكهات) مختلفة في وجبة واحدة
مثل الأطعمة التي تحتوي على طبقة عليا من القرمشة و تبطنها طبقة ناعمة و طرية من الكريمة المليئة بالمركبات الغنية بالنكهة و الطعم . و هذا ينطبق على العديد من أطعمتنا المفضلة ، الطبقة الهشة العليا من كريم بروليه ، قرمشة قطعة البيتزا ، أو كوكيز أوريو ، الدماغ يجد متعة في طحن و مضغ مثل هذه الأشياء .
الإستجابة اللعابية :
افراز اللعاب إحدى خطوات تجربة الأكل ، كلما تسبب لك الأكل بإفراز اللعاب كلما غرقت في اللذة و غطيت كمية أكبر من مستقبلات التذوق في فمك ، على سبيل المثال :الأطعمة المستحلبة كالزبدة ، الشوكولاته ، المايونيز و الآيس كريم تساعد في عمل إستجابة لعابية كبير بحيث تغطي مستقبلات التذوق لديك باللذة . و لذا العديد من الناس يستمتعون أكثر بهذه الأطعمة اللتي تحتوي على الصلصات و ما شابهها .
ذوبان الغذاء السريع و تلاشي الكثافة الحرارية :
الطعام الذي يذوب سريعًا في فمك يرسل إلى دماغك إشارات بأنك لا تأكل بما فيه الكفاية و أنك لا تشعر بالشبع بالرغم من أكلك كميات كبيرة من السعرات الحرارية . و هذا ينتج عنه أن تأكل أكثر مما تحتاج .
الإستجابة الحسية المميزة :
دماغك يحب التنوّع ، لذا عندما تجرب نفس الطعم مرارًا و تكرارًا فإنك ستشعر بمتعة أقل . الأطعمة غير الصحية مصممة لتتجنب ذلك .
كثافة السعرات الحرارية :
الطعام غير الصحي أو السريع مصمم لكي يقنع دماغك بأنه يتلقى التغذية و لكنها غير كافية لتشعرك بالشبع ، لذا فإنك تشتهي الطعام لتبدأ في أكله و لكن ذلك يأخذ مدة أطول لكي تشعر بالشبع منه .
شركات الأطعمة تنفق ملايين الدولارات لتصميم أغذية تسبب الإدمان ، فكيف نستطيع التغلب على ذلك ؟
كيف تتخلص من الوجبات السريعة و تأكل بشكل صحي :
من الأخبار الجيدة أن الدراسات أثبتت أنه عندما تأكل وجبات غير صحية و سريعة أقل ، فإن اشتهائك لها يقل . و هذا مايسمى أحيانًا بإعادة برمجة الجينات .
هنا بعض الستراتيجيات و التي من الممكن أن تساعدك .
1.استخدم استراتيجية الحلقة الخارجية و قاعدة المكونات الخمسة لشراء طعام صحي أكثر.
أفضل خطوة هي تجنب شراء الطعام المصنّع و المعلّب ، إذا كنت لا تملكه فلن تأكله !
تجنب التجول و التبضّع من اماكن الغذاء المصنع في المتجر و اذهب حيث الفواكه و الخضار و الأطعمة الطازجة .
لا تشترِ الطعام الذي يحتوي على أكثر من 5 مكونات ، الأطعمة التي تحتوي على مكونات كثيرة قد صممت لكي تجذبك أكثر ، تجنب هذه المنتجات و اشترِ المنتجات الطبيعية .
2.تناول أطعمة متنوعة .
كما قلنا سابقاً ، الدماغ يحب التنوع و الشاعرية ، بدلاً من قطعة كوكيز أوريو اللذيذة و المقرمشة و الطرية في نفس الوقت ، إستبدلها بتغميس قطعة من الجزر ( مقرمش ) في بعض الحمص ( كريمي ) و احصل على إحساس شاعري و متنوع . أيضاً البحث عن أنواع من البهارات لإضافتها إلى الغذاء قد يجعل تجربة الأكل أكثر متعة .
مختصر الحديث أن أكل وجبات صحية لايعني أنه يجب أن يكون رتيب و ممل ، أمزج الأطعمة الصحية معاً حتى تحصل على التنوع المطلوب .
3.جد طرق أفضل للتعامل مع الضغط .
جميعنا نقع ضحية للضغوطات ، و يجعلنا ذلك ننجذب لبعض الأشياء للتخفيف أو التكيف معها كالمخدرات مثلاً ، فإن البعض يتّجه نحو السكريات و الحلويات للتخفيف من الضغط .
قد تساعدك بعض الأنشطة مثل تقنيات التنفس العميق ، التأمل ، صناعة الفن و الرياضة .
شكرًا للقراءة ، آمل نشر المقال .
*هذا المقال مترجم من المقال الأصلي ( هنا )
mushtagz.com 
رأي واحد حول “ماذا يحدث لدماغك عند تناول الوجبات السريعة”